إن رمضان فرصة هائلة لكل المسلمين، من أجل إصلاح علاقتهم مع الخالق، فقد منحهم الله هذه الفرصة وعليهم اغتنامها بالعبادة و الذكر والصيام.

ولن تشعر في قيمة الصيام ولا بحلاوته وحلاوة القرآن بسبب الانشغال عنها في الاستعدادات الظاهرية لرمضان، مع أنه هذه الأوقات الفريدة ينبغي للمسلم ألا يفرط بها.

هذا ما تضمنته مقدمة كتاب “رمضان الأخير” للشيخ راغب السرجاني، وقد وصف أنه من أجل الكتب التي كُتبت في رمضان لذلك فإننا سنقدم إليكم تفاصيل هذا الكتاب.

تحميل كتب رمضان الأخير الشيخ راغب السرجاني pdf

ويقول الشيخ في مؤلفه، أن الرسول الكريم أوصانا أن نُكثر من ذكر الموت ولكنه لم يحدد لنا ورداً معيناً لتذكره، فلم يقل أنه يجب أن تتذكره في كل يوم، أو في كل أسبوع وقد ترك لنا الأمر مفتوحاً لنا.

ولكن في الحقيقة فإن الكثيرين لا يتذكرون الموت إلا عند رؤية الموتى أو عند زيارة المريض، وقد قال عبدالله بن عمر رضي الله عنه أنه إذا أمسيت فلا تنتظر الصباح وإذا أصبحت لا تنتظر المساء.

وذكر أيضاً، أن الصحابة حرصوا على الاتعاظ بالموت، وحاولوا تلافي التقصير بالعمل، وذمر عن عمرو بن العاص أنه نظر إلى المقبرة ونزل صلى ركعتين، فقيل له هذا شيء لم تكن تصنعه فقال ذكرت أهل القبور وما حيل بينهم وبينه فأحببت أن تقرب إلى الله بهما.

رمضان الأخير مطلب نبوي

وكتب في كتابه رمضان الأخير فصلاً خاصاً يشير إلى أن رمضان الأخير مطلب نبوي، وفي هذا الفصل يريد أن يوصل الكاتب رسالة لكل الصائمين أنه يجب أن تفترض أن رمضان هو رمضان الأخير وهذا افتراض واقعي جداً، وحاول الوصول إلى هذا الإحساس.

ويقول كم من أصحاب وأحباب ومعارف كانوا معنا في رمضان السابق، لكنهم ليسوا معنا الآن وهم من أصحاب القبور، والموت يأتي بغتة و لا يعود من الموت أبداً.

ويقول أن هذا الشعور هو الذي سيجعلك تنجح في الإعداد والعمل وأن هذا ليس تشاؤماً بل نظرة دافعة للعمل من أجل استغلال كل دقيقة في رمضان وكأنه لن يعود.

ثم لفت إلى ضرورة الصلاة في المسجد في كل الفروض، وأشار إلى أن ابن عمر رضي الله عنه أن الرسول قال صلاة الجماعة أفضل من صلاة الفذ بسبع وعشرين درجة.

لذلك يجب أن تحرص على أداء صلاة المسجد جماعة، إضافة إلى أهمية الخشوع في الصلاة، فيقول لو أني أعلم أن هذا رمضاني الأخير ما أضعب فريضة فرضها الله علي أبداً.

لذلك فإنك يجب أن تعتبر أن هذا رمضانك الأخير، ولا تفوت صلاة إلا وتخشع فيها تمام الخشوع، ولا تنقرها نقر الغراب.