لا يخفى على قارئ متمكن عظيم ما تتركه القراءة من أثر على النفس والفكر والوجدان، لكن كتب الأولين ممن سبقونا في استكشاف الحياة وعاصروا الرسل ونهلوا من واسع علمهم وعبير سيرتهم، تبقى لها المنزلة الأولى بين صفوف الكتب لدى جهابذة القراء.
بين أيديكم اليوم كتاب الجفر وهو من الكتب المهمة، كما يعتبر أحد مصادر وأسس المعرفة التي اكتسبها الأئمة الاثني عشر.
وقد اختلف منذ زمن على هوية مؤلف الكتاب فالبعض نسبه إلى الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه، بينما ينسبه البعض الآخر إلى الإمام جعفر الصادق، بينما تميل فئة أخرى إلى نسب الكتاب للإمام محمد ماضي أبو العزائم صاحب دعوة الوراثة المحمدية لهذا العصر.
وأي كان فنحن في نهاية الأمر أمام كتاب يذخر بمعارف ومعلومات قد لا تجدها في أي كتاب آخر سواء اتفقت أو اختلفت مع محتواه.
ويعتقد الشيعة أن النبي صلى الله عليه وسلم ورث كتاب الجفر لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه، ويضم الكتاب صندوقين من الجلد تحتوي على كتب مختلفة عن الأنبياء السابقين ورثتها فاطمة رضي الله عنها، عن الرسول صلى الله عليه سلم على حسب رواية الشيعة.
بينما يتنبأ كتاب جفر الإمام أبو العزائم بما يحدث في مستقبل الأمة الإسلامية وهذا ما أثار الكثير من الجدل حول الكتاب بين بعض علماء المسلمين في عصرنا الحالي لأن الغيب علمه عند الله وحده.
قراءة في محتوى كتاب الجفر:
وقد ذكر الكتاب تنبؤات ومبشرات لنظام عالمي إسلامي جديد منها ما قد حدث مثل الثورات العربية ومنها ما لم يحدث.
كما أقر الكتاب بالإمام المهدي المنتظر والمؤشرات التي تشير إلى قرب ولايته على المسلمين في شتى أنحاء الأرض.
ويعتبر كتاب جفر الإمام جعفر الصادق مرجع لبعض الأئمة الذين كانوا يعتمدون على القرآن الكريم في استنباط الأحكام والعبر المباشرة، والرجوع إلى كتاب الجفر لنهل المعرفة الخفية للنبي صلى الله عليه وسلم والمساعدة في الاستنتاج والاستنباط وربط الحقائق.
وقد توارثت الأجيال كتاب الجفر حتى يومنا هذا وانتقلت ملكيته جيل بعد جيل حتى أصبح هناك اعتقاد راسخ لدى الشيعة أن الكتاب اليوم بين يدي الإمام المهدي المنتظر.
شاهد أيضاً