نبة قصيرة عن رواية “الزعفرانة”:

رواية تجمع من بين الأدب والتاريخ وما بين الأصالة والمعاصرة، تحكي قصة يحيى عالم الآثار وقصص حبه السابقة التي انتهت بألم وحزن وهروبه وحيدا بعيدا عن القاهرة و ضوضائها ليتفاجأ بحب جديد، وتتوالى الأحداث التي تكشف في طياتها لغز اختفاء أميرة فرعونية من الأسرة الثامنة عشر.

الرواية جميلة وتستحق الانتظار، في روايته الأولي (محطة الرمل) وضع أحمد سلامة أولى خطواته كـ كاتب وروائي كلاسيكي موهوب بالفطرة.

وفي روايته الثانية (الزعفرانة) تكشف تطور ملحوظ في أدوات الكتابة، فالرواية ممتعة بعيدة كل البعد عن الملل، مكتوبة بعناية ودقة، إيقاعها جميل وتصاعد مشوق للأحداث يجعلك تلتقط الانفاس بصعوبه و تجاهد لتكشف الحقيقة تلو الأخرى في رحلة إستثنائية بين الماضي و الحاضر في حضرة السيدة الجميلة.

الرواية مليئة بعلاقات إنسانية وقصص حب ونوافذ مختلفة على عوالم قديمة، وهي رحلة تستحق العناء والمشقة ورواية ممتعة أنصح بها جداً و في إنتظار المزيد من الكاتب أحمد سلامة.

آراء عينة من القراء في رواية “الزعفرانة”:

• أحببت محطة الرمل، فقررت أن أقرأ الزعفرانة دون تفكير طويل، فأنا أحب أسلوب أحمد سلامة في الكتابة، ولم يخذلني في موعده مع السيدة الجميلة.
• منذ الصفحات الأولى أثار انتباهي كي يدفعني لقراءة المزيد، وكلما تعمقت اكثر في أحداث الرواية، وجدتني أنتهي من عدد أكبر من الصفحات، لدرجة أنني أنهيت ثلثها الأخير في جلسة واحدة.
• لغة رواية الزعفرانة جاءت سهلة يسيرة، خفيفة في لغة عربية فصحى سليمة، رغم أن عابها بعض الاخطاء اللغوية التي أرجح أنها عائدة للمراجعة والطباعة، ولكن في المجمل كانت اللغة ممتعة، حتى الحوار الذي كان بالفصحى ورغم أنني أستثقله في معظم الروايات، إلا أنه جاء بفصحى أقرب للعامية في سلاستها كما أنه كان مناسبا متماشيًا مع أحداث الرواية فلم أشعر به دخيلا.

قراءة نقدية في رواية “الزعفرانة”:

أسلوب الرواية كان شيقا، ممتعًا، يثير الفضول، كما أنني أحب فكرة التداخل بين الماضي والحاضر والجمع الذي يحدث تلقائيا لأي إنسان حين يعيش شيئا في الحاضر وتسرح به خيالات الماضي، فأنا أعشق تلك الطريقة في الكتابة، وهذا ما جعلني أتعلق بيحيى وزينب وجدهما، وياسمينا.

ربما أكثر مشهد أثر بي شخصيا هو مرض زينب، رغم عدم الاستفاضة في وصفه ولكنه أعاد علي ذكريات جعلتني أتأثر بالمشهد وكأنه يحدث امامي.

أحببت فكرة الرواية ككل، مختلفة، لذيذة، فيها قدر وافي من البحث والجهد الذي بذله احمد سلامة، وهذا يميز الكاتب عن غيره، واستطاع بناء على أحداث تاريخية أن يطلق لخياله العنان ويأخذنا في رواية جميلة مع الزعفرانة.