قراءة في حياة المؤلف (رواية ثم عاد):
حنان درويش كاتبة من مواليد “مصياف” 1952، بدأت الكتابة بسن مبكرة حيث اهتمت بالشعر أولا، عملت في التعليم لفترة طويلة، كما عملت في نقابة المعلمين مسؤولة عن المكتب الثقافي.
عملت في المكتب الصحفي في تربية “حماة ” وفي المركز الثقافي في “مصياف” وفي المكتب الثقافي في محافظة “حماة”، ونشرت في عدة صحف ومجلات عربية.
من أعمالها:
ذلك الصدى – قصص 1994
فضاء آخر لطائر النار – قصص 1995
وعادت العصافير – قصص للأطفال 1996
بوح الزمن الأخير – قصص 1998
حكمة الهدهد – قصص للأطفال 2000 .
فازت بعدة جوائز عربية منها :
– جائزة الشيخة “فاطمة” لقصة الطفل العربي في “أبو ظبي” عام 2000
– جائزة “تحية لأطفال الانتفاضة” وزارة الثقافة في سورية 2001
اقتباس عن رواية “ثم عاد”:
ذهب دون وداع لم يقل شيئا قبل الرحيل حزم أمتعته في غفلة عن البيت ثم خرج إلى غير رجعة.
تنبهت فاطمة إلى غياب سليم المفاجئ لكنها لم تقم بأية إجراءات تخص التلميح والتصريح؛ خشية انتشار الخبر بشكل ينعكس عليها وعلى أطفالها سلباً، اخفت همها بادئ الأمر لعل الزوج يكون قد غادر المنزل في مهمة قصيرة ثم عاد، لكن الفترة طالت وتجاوز الغياب حده المعقول وبات السكوت مستحيلاً، أخبرت صغارها بالحقيقة مختلقة لرحيل أبيهم المفاجئ أعذاراً متعددة وكان عددهم ستة، بالإضافة إلى جنين في أشهره الأولى ينام في بطنها الذي فتئ ينتفخ شيئاً فشيئاً، معلناً تمرده على ماحدث بعد عام ونيف وبعد أن كانت الأم قد أنجبت طفله.
واجهت عيناها النور دون أن يهدهدها أب ودون أن يطلق عليها أسماً أو حتى يحتج على مجيئها بعد عام ونيف من الضنك والعذاب، أمضتها فاطمة متنقلة بين هنا وهناك في السؤال والتقصي عرفت أخيراً مكانه وعرفت انه قد غادر القطر ولم يعود إلى الوطن أبداً.
زرفت دموعاً مالحة كملوحة أيامها المقبلة، بكت بحرقة على حظها وشبابها حاولت أن تتعرف على سبب واحد لـ هجرانها لها فلم تجده فتشت عن مبررات مقنعة وكافية لتبرئته أمام نفسها وأمام أولادها وأمام المجتمع، فلم تعثر عليه بدأت رحلة الهموم بالنسبة أليها، وراح الصغار يكبرون وتكبر معهم المسؤوليات الجمة التي عجزت في البداية عن حملها بعد أن تخلى عنها القريب والبعيد.
الرواية من هنا
شاهد أيضاً