نبذة عن رواية “حي الدهشة”:

من خلال موقعنا الاول للكتب نقدم تستهل الروائية السورية مها حسن روايتها الجديدة “حي الدهشة” بفصل تحت عنوان “كفر حمرا-ريف حلب- عام 2005″، تحكي من خلاله حكاية حب بين سميرة وابن عمها عبد الغني، وهي العلاقة التي تكللت بالزواج ونجم عنها مولود ذكر وحيد أسمياه حسين.

وعبد الغني سائق على خط “حلب – بيروت”، ووفقاً لطبيعة عمله فإنه يغيب لفترات متقطعة عن البيت، هذا الغياب دفع الشك ليتسلل إلى داخله تجاه زوجته بل ويتمدد، ودون مبررات، ما أوجعها حد البكاء والإجهاش فيه سراً أو أمام حسين، الذي كان يشاطر والدته أوجاعها.

أحداث الرواية:

في “حي الدهشة” تسرد لنا مها حسن الكثير من التفاصيل اليومية في الحارة قبل الحرب، حيث علاقات الحب والصداقة والكره والمكائد، حتى يشعر القارئ وكأنه يتابع حلقات من عمل تلفزيوني سوري بكامل تفاصيله، وهذا تأتى لكون الروائية أبدعت في رسم ملامح شخوصها، لدرجة أن القارئ يرسم هذه الشخصيات في خياله: بحركاتهم وأفعالهم وتفاصيلهم وحتى “ألوانهم”.

تعيش هند في الحارة مبتعدة عن والديها المشغولين عنها بالأساس، فأمها مولعة في تربية الخيل والرياضة، ووالدها صارم المشاعر منشغل عنها بكثير من التفاصيل.

قراءة نقدية لرواية “حي الدهشة”:

اللافت في رواية “حي الدهشة” التي صاغتها مها حسن بلغة سلسة وجميلة تتناسب وطبيعة سكان أهل حي “الهلك”، بعيداً عن أي فذلكات متعمدة، أن العديد من العناوين الفرعية لفصول الرواية حملت أسماء روايات عربية وعالمية شهيرة، من بينها “الفراشة” لـ الأميركي هنري شايير، و”حفلة التيس” ليوسا البيروفي الحاصل على الجنسية الإسبانية، و”قصر الشوق” لنجيب محفوظ، و”العطر” لـ الألماني باتريك زوسكيند، و”مزرعة الحيوانات” لجورج أورويل، و”الغثيان” لسارتر، وغيرها، في محاولة منها للموازنة ما بين العنوان وما يتضمنه الفصل الذي يحتضنه.

رواية “حي الدهشة” تحاكي ما حدث ويحدث في سورية قبل الحرب وبعدها من بوابة روايات تختزنها في ذاكرتها وأسقطتها على رواية كتبتها هي مها حسن أو “درية”، إحدى شخصيات عملها الجديد، في تقنية مبتكرة تستعيد من خلالها الحياة السورية في غالبية فصول الرواية ما قبل مأساة البلاد، وخاصة حلب التي لطالما احتلت المساحة الأوحد في رواياتها الأخيرة.