إن المرونة النفسية هي فرع من فروع علم النفس المعاصر، كما تعكس التفاعل الإيجابي للشخص مع المشاكل والصدمات التي يتعرض لها في حياته.

وتشمل المرونة النفسية التعامل مع بُعدين، أحدهما حالة الخطر أو الصعوبات، كتعرض الفرد لتهديد معين، بينما يجب على الآخر التكيف ومواجهة الحادث بطريقة إيجابية.

على الرغم من الآثار السلبية التي يمكن أن تحدثها على نفسيتك، تجدر الإشارة إلى أن علماء النفس لا يتعاملون مع المرونة النفسية كسلوك فردي وشخصية تميزها، بل على أنها عملية قابلة للتعديل، وتجدر الإشارة إلى أن الأشخاص ذوي المرونة يواجهون علماء النفس الإجهاد كتحديات تستحق الاكتساب والتعلم.

خصائص الأشخاص ذوو المرونة النفسية:

• يتقبلون النقد ويتعلمون من أخطائهم: لديهم القدرة على التعلم من أخطائهم، والاستماع إلى نصائح وملاحظات الآخرين والاستفادة من كل النقد مهما كان مصدره، لأنهم يدركون أن الناس بطبيعتهم مخطئون ويمكنهم ارتكاب الأخطاء بدون معرفة ذلك.
• اتخاذ القرار الصحيح: هذا نتيجة إحساسهم بالمسؤولية الذي يحفزهم على دراسة المواقف جيدًا ثم اتخاذ القرار الصحيح دون تردد.
• روح الدعابة: يتميزون بشخصية قادرة على بث الفرح وإسعاد روح من حولهم مما يعطي بعداً إيجابياً لحياتهم.
• الاستقلالية: يتكيفون ويعرفون ما لديهم وما عليهم مدينون به، ويوازنون أنفسهم ومن حولهم، وتجدر الإشارة إلى أنهم لا يتخذون قرارهم باستخفاف في مواجهة الأحداث.
• تكوين العلاقات: لقدرتهم على التعامل اجتماعياً وعقلياً ونفسياً مع من حولهم، وتكوين علاقات صحيحة ومتينة.
• التسامح: ويرجع ذلك إلى قدرة المرونة النفسية على تزويد أصحابها بالتخلي عن المثابرة والإصرار على الخطأ، ويجعلهم أكثر قدرة على تقديم الاعتذار عن أخطائهم.

تعريف الدكتور بندر الجلالة:

هو باحث في الطب النفسي الإيجابي، طبيب نفساني، باحث دكتوراة، يعمل في مستشفى ومركز أبحاث ماكس بلانك للطب النفسي في ألمانيا، في جامعة الملك خالد في المملكة العربية السعودية.

كُتب الدكتور بندر الجلالة مؤلف كتاب المرونة النفسية:
تمتاز كتب الدكتور بندر الجلالة بسهولة القراءة وسهولة قراءتها وعمق المحتوى والأهم أنها تساعدك في الخطوات العملية.
إن محتواه ليس نظريًا فحسب، بل عمليًا بخطوات واستراتيجيات، لذلك نوصي بقراءة كتبه.

آراء مؤلف الكتاب:

السعادة ليست أكثر من نمط تفكير حول ما يجب التركيز عليه، بالمشكلات التي تتطلب حلولًا، والأحداث ولحظات الفرح والسعادة التي تتطلب الوعي والتركيز عليها.

إلى جانب هذا النوع من التفكير، تأتي سلوكيات وأفعال هادفة وموضوعية.

نلتقي بالعديد من الأشخاص البعيدين عن تحويل هذا المفهوم إلى عادات وأسلوب حياة، فمعظم تفكيرهم في الماضي أو في المستقبل، حول الأشياء التي انتهت أو الأشياء التي يتخيلون أنها ستحدث، يعيشون كما لو كانوا ينتظرون شيئًا معينًا.

إنهم يؤجلون سعادتهم، ويشعرون أن هناك شيئًا يجب القيام به لجعلهم يشعرون بالسعادة، لكن هذا الشيء هو في الحقيقة مجرد وهم يكرر نفسه في كل مرة ويأخذ أشكالًا مختلفة.

من طبيعة الحياة هناك الفرح والحزن والمشكلة والحل والقلق والطمأنينة، فمن الطبيعي أن حياة الإنسان لا تسير دائمًا كما يشاء، فمن الطبيعي أن يمر بفترات من الخوف والكرب والضيق، لكن في معظم الأوقات يمكنك التعامل مع هذه المشاعر وكأنها سحابة تمر وتغادر، يمكنك التعامل معها على أنها مشاعر مؤقتة.

البعض يفقد التمتع الحقيقي بما هو موجود، وما تم تحقيقه، فهم يعيشون في انتظار دائم، وتفكير وتخطيط دائم، واهتمام دائم بما يجب تحقيقه والحصول عليه.

صحيح أن التخطيط مهم، لكن في نفس الوقت لا ينبغي أن يتعارض مع العيش في اللحظة والاستمتاع بالحاضر.