رسائل من الماء هو كتاب للكاتب الياباني “إيموتو ماسارو” كتب مقدمته د. زغلول النجار، يقول فيها:

هذا الكتاب أثار ضجة كبيرة في العلم لغرابة موضوعه وكاتبه، فموضوعه استطاع أن يستثير عقول العلماء والتطبيقيِّين إلى حقيقة أن كل ما في الوجود له قدر من الإدراك والوعي والذاكرة والإحساس، وكان جميع الدهريين والعلماء والتطبيقيين ينكرون ذلك أو يتجاهلونه بالكامل إلى عهد قريب، وربما كان ذلك هو أهم رسالة هذا الكتاب إليهم.

كتاب رسائل من الماء لإيموتو ماسارو هو واحد من أكثر الأعمال إثارة للجدل والجاذبية في آن واحد، لأنه لا يكتفي بطرح فكرة علمية تقليدية، بل يفتح بابًا واسعًا للتأمل الروحي والفلسفي المؤلف، وهو باحث ياباني، انطلق من فرضية أن الماء ليس مجرد عنصر طبيعي جامد، بل كيان حي يتأثر بما يحيط به من كلمات وموسيقى ومشاعر إنسانية. هذه الفرضية قادته إلى سلسلة من التجارب التي أصبحت محور الكتاب، حيث قام بتجميد قطرات ماء بعد تعريضها لألفاظ مختلفة أو مقاطع موسيقية متنوعة، ثم صور البلورات الناتجة تحت المجهر.

النتائج التي عرضها كانت مدهشة: بلورات الماء التي تعرضت لكلمات إيجابية مثل “حب” و”سلام” ظهرت بأشكال هندسية متناسقة وجميلة، بينما تلك التي تعرضت لكلمات سلبية مثل “كره” أو “حرب” بدت مشوهة وغير متوازنة. هذه الصور التي تضمنها الكتاب لم تكن مجرد توثيق علمي، بل رسائل بصرية قوية تدعو القارئ إلى التفكير في قوة الكلمة وأثرها الخفي على العالم من حولنا.

الكتاب لا يقف عند حدود التجربة العلمية، بل يتجاوزها ليطرح رؤية فلسفية وروحية. إيموتو يرى أن الماء يعكس مشاعر الإنسان وإيمانه، وأن الدعاء والموسيقى الهادئة يمكن أن تمنح الماء طاقة إيجابية، بينما الأصوات الصاخبة أو الكلمات السلبية تترك أثرًا سلبيًا فيه. بهذا المعنى، يصبح الماء مرآة للإنسان، يترجم حالته الداخلية إلى أشكال مرئية يمكن أن نراها ونلمسها.

من خلال صفحاته، يقدم الكتاب دعوة صريحة لإعادة النظر في سلوكياتنا اليومية، وفي الطريقة التي نتحدث بها ونفكر. فهو يذكرنا بأن الكلمات ليست مجرد أصوات عابرة، بل طاقة قادرة على تشكيل الواقع من حولنا، حتى في أبسط العناصر مثل الماء. هذه الرسالة جعلت الكتاب ينتشر عالميًا ويترجم إلى عشرات اللغات، رغم الجدل العلمي الذي أثاره، لأنه يلامس جانبًا عاطفيًا وروحيًا عميقًا لدى القراء.

في النهاية، رسائل من الماء ليس مجرد كتاب علمي أو روحي، بل تجربة بصرية وفكرية تدفع القارئ إلى التأمل في العلاقة بين الإنسان والطبيعة، وبين الكلمة والطاقة، وبين المشاعر والكون بأسره. إنه عمل يثير الفضول ويحفز الخيال، ويجعلنا ندرك أن أبسط ما نقوله أو نفكر فيه قد يكون له أثر يتجاوز حدودنا الشخصية ليصل إلى العالم من حولنا.