نبذة عن رواية “السقا مات”:

قد نعتقد عند قراءة عنوان الرواية أن أحداثها تدور حول حياة السقا وموته، كنت أظن ذلك في بداية الأمر لكن يوسف السباعي المُبهر واسع الإطلاع بعلم النفس والفلسفة الحديثة قدر على أن يصوغ روايته من داخل نفوس الشخصيات.

السباعي في هذه الرواية روائي متفلسف قدم فلسفته حول الموت بلمسات عازف موسيقي، بأصابع فنان عظيم. بتقديم الضدّين: انتظار الموت والحزن (رأي السقا) والرأي الأخر: الحياة بطولها وعرضها والسعادة .. رأي شحاتة أفندي.

الكاتب يبهر قراءه منذ القراءة الأولى، يدخلك ويدخل معك الحارة المصرية القديمة، يسمعك صراخ الأطفال وأصوات النساء في الحارة القديمة، أما النهاية موجعة، صادمة، حزينة، قد تدمع عينك، قد لا تنسى المنظر طيلة حياتك.

قراءة نقدية للرواية:

“أن أفضل الكتب هي تلك التي تخبرك بالأشياء التي تعرفها مسبقا”هكذا قال أورويل في 1984، وهو يقصد أنه ليس أفضل من تلك الكتب التي تثبت لك أراء و أفكار أنتجها عقلك بشكل منفرد مما يمنحك المزيد من الثقة بأقكارك.

هذه الرواية تمثل تلك الحالة بالنسبة لي،ففلسفة الحياة و الموت الواردة بها تنطبق بشدة مع أرائي الخاصة التي أتجنب ذكرها للحد من نفور الناس المتزايد مني فلكم أن تتخيلوا كم فرحتي،دعوني أنحرف عن الرواية وأحدثكم باختصار عن تجربتي مع الموت و التي وصلت عبرها لنفس الفلسفة التي عرضها السباعي بأقتدار هاهنا مع سيد و أبيه شوشة و شحاتة افندي.

قراءة في حياة كاتب رواية “السقا مات”:

أحد الكتاب المصريين المشهورين وفارس الرومانسية عرف السباعي ككاتب وضابط ووزير فعلى الرغم من انضمامه إلى كلية حربية صقلت شخصيته بالصارمة في عمله العسكري إلا أنه كان يمتلك قلباً رقيقاً تمكن من أن يصيغ به أروع القصص الاجتماعية والرومانسية وينسج خيوط شخصياتها لتصبح في النهاية رواية عظيمة تقدم للجمهور سواء كان قارئاً أو مشاهداً للأعمال السينمائية.

وبالإضافة لهذا كله كان دبلوماسياً ووزيراً متميزاً. لقب بفارس الرومانسية نظراً لأعماله الأدبية العديدة التي نكتشف من خلالها عشقه للحب والرومانسية فجسد من خلال أعماله العديد من الشخصيات والأحداث مما جعل الجمهور يتفاعل معها ويتعاطف لها، ونظراً للتميز العالي لأعماله فقد تم تقديم العديد منها في شكل أعمال سينمائية حظيت بإقبال جماهيري عالي.