مُقدمة كتاب “جدلية الحجاب”:

“في هذا الكتاب أصطحبك عزيزي القارئ في جلسات حوارية فكرية نجلس فيها إلى أقطاب الإسلام السني والإسلام الشيعي والمسيحية والعلمانية، وتوجد النصوص الكاملة للحوارات التي أجريتها مع دبلوماسيين مخضرمين لهم وزنهم و شخصيتين إسلاميتين لكل منهما ثقلهما العلمي والدعوي، كانوا وقت إجراء الحوار عنصرًا مؤثرًا في الأحداث الجارية وقتها، لم أهتم لأي مذهب أو فكر ينتمون، فقط اهتممت بمدى تأثيرهم في الأحداث وأهمية ما يحملونه من فكر ورؤية وقتها، ومدى إمكانية الالتقاء بهم.”

قراءة نقدية في كتاب “جدلية الحجاب”:

وبينما انا متجهٌ للمنزل وعلى أحد الأرصفة بجانب محطة مترو “الدقي” سمعت البائع يقول: “أي كتاب بـ3 جنيه”، فتوقفت لتصفح أي كاتب بائس يُباع مجهوده الفكري بسعر كوز ذُرة مشوي!
وقعت عيني على بعض العناوين المُثيرة، كان منها هذا الكتاب. ورغم انه ليس من عادتي أن أشتري كتابًا قبل أن أتصفح الفهرس وأقرأ عشوائيًا بعض السطور، إلا أنني لم أفعل، فاستخدام ورق الكتاب لِلَفِّ بعض الشطائر أو تجفيف البطاطس المُحمَّرة من الزيت سيكون مفيدًا ويستحق الثلاثة جنيهات. حين اشتريته توقَّعتُ أنه يناقش مسألة الحجاب، لكن اتضح لي أن الأمر مختلف تمامًا.

من الغريب أن أكتب رأيي في هذا الكتاب وأنا الذي أضفتُه وأضفت وصفًا له في الموقع، حيث أنه لم يكن موجودًا قبل الآن، لكنه كتاب جميل لحوارات أو أسئلة وإجابات من الكاتب الصحفي لبعض الشخصيات ذات التأثير في الشأن الإسلامي وقت كتابة الكتاب. لا يجذبني -شخصيًا- هذا النوع من الكتب، لكنني مع ذلك استمتعت به كفاية حتى إنهائه.

الحجاب في الإسلام:

تحقيق مجتمعٍ تسود فيه العفّة و الطّهارة هو من مقاصد الشّريعة و أهدافها ، فلم يخلق الله سبحانه و تعالى الناس عبثاً و لم يتركهم هملاً ، و إنّما جعل لهم شريعةً و أحكاماً في حياتهم ، بتطبيقها يعيشون حياةً رغيدةً في أمنٍ و أمانٍ.

الحجاب في الإسلام هو فريضةٌ على المرأة المسلمة إذا بلغت ، لحديث النّبي صلّى الله عليه و سلّم لأسماء بنت أبي بكر رضي الله عنها أنّه لا يحلّ للبنت إذا بلغت أن يرى منها إلا وجهها و كفيّها، و هناك آيات صريحةٌ واضحةٌ على فرضيّة الحجاب منها:

• قوله تعالى (ياأيّها النّبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهنّ من جلابيبهن ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين وكان الله غفوراً رحيماً ).
• قوله تعالى (وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ ).

قال العلماء في تفسير استثناء إلا ما ظهر منها أنّه الوجه والكفين ، فالحجاب فرضٌ من الله سبحانه على نساء الأمّة، و على المرأة المسلمة عدم الانجرار وراء دعاوي خلع الحجاب الآثمة التي تريد تشويه صورة المرأة التي كرمها الله سبحانه و جعلها الإسلام جوهرةً بين الجواهر و الدّرر .

الكتاب من هنا