كلمات في العشق الإلهي :
ظهر تيار التصوف كرد فعل لتيار الترف الحضاري والانحلال الأخلاقي الذي ساد نهاية القرن الثاني الهجري وبشكل موازٍ لشعر الغزل الصريح والخمريات وخلافه، أما العشق الإلهي فقد كان مخالفا لقصص وأشعار الحب والعشق التي انتشرت في تلك الفترة؛ فكانت تعبر عن الزهد والتواضع في الدنيا واللجوء إلى الله، مقابل نهم وشهوه الإقبال على ملذات الدنيا و الانفتاح الأعمى على شهواتها.
أحلى عشرين قصيدة في العشق الإلهي (مقتطفات):
- أحبك حبين حب الهوى
وحبا لانك اهل لذلك
فأما الذى هو حب الهوى
فشغلى بذكرك عمن سواك
وأما الذى أنت أهل له
فاكشف لى الحجب حتى اراكا
فلا الحمد فى ذا ولا ذاك لى
ولكن لك الحمد فى ذا وذاك.
……………………………
- أُقْتُلُونى يا ثقاتي * إنّ فى قتـْلى حياتــــيو مماتي فى حياتى * وحياتى فى مماتـي
إنّ عندي محْو ذاتى * من أجّل المكرمـاتِ
و بقائي فى صفاتى * من قبيح السّيّئــاتِ
سَئِمَتْ نفسى حياتى * فى الرسوم الباليـاتِ
فاقتلوني واحرقوني * بعظامي الفانيــاتِ
ثم مرّوا برفاتي * فى القبور الدارسـاتِ
تجدوا سـرّ حبيبى * فى طوايا الباقيــاتِ
……………………………
- إليْكَ إشاراتي، وأنتَ الذى أهْوَى
وأنتَ حَدِيثى بين أهل الهوَى يُرْوَى
وأنتَ مرادُ العاشقين بأسْرهِمْ
فطُوبَى لقَلْبٍ ذابَ فيكَ من البَلْوَى
مُحِبُّوك تاهُوا فى الهوى وتوَلَّهوا
وكلُّ امرئٍ يصبو النحو الذي يهَوَى
ولَـمَّا وردنا ماءَ مَدْيَنَ نستقي
على ظمَإٍ مِنَّا إلى منهل النجوَى
نَـزَلْنا على حَيٍّ كِرَامٍ، بيوتُهمْ
مقدَّسةٌ لا هندُ فيها ولا عُلوَى
ولاحَتْ لنا نارٌ على البعد أُضْرِمَتْ
وجدنا عليها من نحب ومن نهوى
سقانا وحَيَّانا فأحيا نفوسَن
وأسْكرَنا من خير إجلاله عَفْوَا
مُدَامًا عليها العهدُ ألا يُسَقَّها
سوى مخلصٍ فى الحبِّ خالٍ من الدَّعوى
مزَجْنا بها التقوَى لتقوى قلوبُنا
فيا مَنْ رأى خمرًا يُمازجُها التقوى
فَهِمْنا، وهِمنا فى مُدامةِ وَجْدِنا
وسِرْنا نَجُرُّ الذيلَ من سُكْرنا زَهْوَا
شَرِبْنا فَبُحنَا فاسْتُبِيحَتْ دِماؤنا
أيُقْتَلُ بَوَّاحٌ بِسِرِّ الذي يهوَى؟
واحَسْـرَتا لِلْعَاشِقِينَ تَحَـمَّلُوا
سِرَّ المحبَّـةِ والْهَـوَى فَضَّـاحُ
بِالسِّرِّ إن باحُوا تُباحُ دِماؤهُمْ
وكذا دماءُ العاشقين تُباحُ
وإذا هُمُ كـتَموا تحَدَّثَ عنهمُ
عِنْدَ الوُشَاةِ الْمَدْمَعُ السَّحَّاحُ
الشاعر فاروق شوشة في سطور :
تخرج شاعرنا فاروق شوشة من كلية دار العلوم عام 1956م، ومن كلية التربية جامعة عين شمس عام 1957م، عمل معلما خلال العام 1957م، ثم التحق بالإذاعة عام 1958، أهم برامجه الإذاعية: “لغتنا الجميلة” عام 1967، “أمسية ثقافية” عام 1977 وتدرج في وظائفها حتى أصبح رئيساً لها عام 1994 والعديد من الوظائف والمناصب الأخرى أهمها:
- أستاذاً للأدب العربي في الجامعة الأميركية بالقاهرة.
- عضو في مجمع اللغة العربية.
- رئيس لجنتي النصوص بالإذاعة والتلفزيون.
- عضو لجنة الشعر بالمجلس الأعلى للثقافة.
- رئيس لجنة المؤلفين والملحنين.
- شارك في مهرجانات الشعر العربية والدولية.
كتاب العشق الإلهى متوفر الان في موقع الاول للكتب المجانية، وبإمكانكم تحميله بصيغة PDF، ليكون ملائما للعمل عبر أجهزتكم المحمولة.
التحميل من هنا
شاهد أيضاً