ظاهر المهيري:

اسمه الكامل ظاهر محمد خميس حارب المهيري، وهو طالب يدرس في الصف السابع في مدرسة الخليج الوطنية، طفل متفوق من الطلبة المتميزين، وهو من ذو الاحتياجات الخاصة، فبسبب ولادته المبكرة، أصيب بشلل دماغي أثر سلباً على قدميه، جعله يستخدم الكرسي المتحرك طوال حياته.

ولكنه طفل مثابر ومحب للأدب والتعلم، وهو قارئ متميز، وسباح متميز، وفارس متميز أيضاً، وجوده عبر مواقع التواصل الاجتماعي جعله أقرب للمجتمع، فهو يبث الأمل والتفاؤل في نفوس متابعيه ومحبيه، من خلال ما ينشره من فيديوهات عميقة وجميلة.

وقد ألف ظاهر المهيري كتاب “غدا أجمل”، أصدره مؤخراً في معرض بإمارة أبو ظبي، كما تمت ترجمته أيضاً الى اللغة الإنجليزية، لديه 70 ألف متابع على مواقع التواصل الاجتماعي، وبالأخص موقع انستغرام، كما أطلق عليه متابعوه لقب “سفير الإيجابية”، كونه يبعث على الأمل والتفاؤل رغم إعاقته.

وحين تم عمل مقابلة معه قال: “الكرسي المتحرك صديق حياتي، وأطمح أن أكون وزيراً فخرياً للإيجابية أو مهتماً بشؤون أصحاب الهم، وأسعى دائماً إلى إتمام دراستي الجامعية”.

فقد أثبت ظاهر أن أصحاب الاحتياجات الخاصة مثلهم مثل غيرهم، فهو مولود بإعاقة وشلل دماغي ويمتلك إرادة الإنجاز وشغف الطموح، بحيث استطاع في سنوات قليلة الحصول على شهادة مدرب معتمد، كما نجح في تقديم محاضرات كثيرة للعديد من الأشخاص والمؤهلات، حول موضوعات مهمة مثل الإيجابية وتحدي الصعاب في كثير من المناسبات والمعارض والكليات، منها معرض الشارقة الدولي للكتاب، وكليات التقنية العليا، وموظفي الدوائر الحكومية وفي المدارس والمراكز التعليمية وغيرها.

ولقد حصل ظاهر المهيري على الكثير من الجوائز المجتمعية المرموقة، وحين تم التحاور معه قال أنه يعتبر هذه الجوائز بمثابة أوسمة شرف، فقد حصل على جائزة الشيخ حمدان بن راشد للأداء التعليمي المتميز، وجائزة الشارقة للتميز التربوي، وجائزة الإمارات للشباب في المجال الإعلامي وجائزة مبدعون من الإمارات.

كتاب غداً أجمل:

يحتوي الكتاب على حكايات تحد وصمود، حفرها ظاهر في سيرته كشخص ملهم ومبدع، فهو يضع وقته في لوم الدنيا والحياة، وعدم تقبل الذات، لما فيه من وضع خاص، ولم يقض وقته في التردد واستصعاب الأمور، بل بالعكس، تقبل نفسه وحياته، وأراد أن يفعل المستحيل، وثابر واجتهد وسعى إلى اصطياد الفرص واستثمار الدعم المجتمعي، ليحقق ذاته بإنجازات يعجز عن تحقيقها أشخاص عاديون، ليجعل العالم كله يرى ما باستطاعته أن يفعله، من ينظرون إليه بعين الانتقاص.

فقد نجح ظاهر المهيري بنقش اسمه في عقول وأذهان الناس، ونجح في نيل محبة الناس، فقد تعدى متابعيه على مواقع التواصل الاجتماعي السبعون ألفاً، لقبوه بسفير الإيجابية، وتفاعلوا معه على منشوراته ومقاطع الفيديو التي يبثها إليهم، لما تحمله من رسائل أمل وحب للحياة، فكلماته تحث على النجاح والإنجاز بروح التحدي، فقد نجح بإصدار كتابه غداً أجمل، الذي يستعرض من خلاله قصصاً ملهمة في التحدي واجتياز الصعاب وبلوغ الأهداف وتحقيق النجاحات، كما يتضمن أيضاً إجابة للعديد من الأسئلة التي يستفهم عنها متابعيه على وسائل التواصل الاجتماعي.

كما قال ظاهر المهيري أن أكبر تحد واجهه في الاندماج مع المجتمع وكسب من خلاله احترام وتقدير الجميع، هو نظرة الشفقة في عيون الناس، والمكانة العاجزة التي وضعته فيها عيون المجتمع، الأمر الذي جعله يثابر ويجتهد ليريهم ما يمكن له فعله، فقد بات هذا الأمر بالنسبة له رسالة وهدف، كي يغير تلك النظرة الخاطئة لجميع أصحاب الهمم، وتحويل الشفقة إلى تحية تقدير وإعجاب.