نبذة عن كتاب “الطاغية”:

يعتبر مؤلف الكتاب إمام عبد الفتاح أن تخلف المجتمعات الشرقية بصفة خاصة، والمجتمعات الإسلامية بصفة عامة يعود أساسًا إلى النظام السياسي الاستبدادي، وأن الحل لا يكمن في السلوك الأخلاقي الجيد، أو التدين الحق بقدر ما يكمن في ظهور الشخصية الإنسانية المتكاملة التي نالت جميع حقوقها السياسية كاملة غير منقوصة، واعتراف المجتمع بقيمتها وكرامتها الإنسانية، فـ الأخلاق الجيدة والتدين الحق وفق ما يراه المؤلف هي نتائج مترتبة على النظام السياسي الجيد لا العكس.

ويستعرض كتاب الطاغية نماذج من صور الطغيان، مع التركيز على الاستبداد الشرقي الشهير. الذي سرق فيه الحاكم وعي الناس عندما أحالهم إلى قطيع من الغنم ليس له سوى وعي ذو اتجاه واحد.

ويقترح الكتاب حلاً بسيطاً يكسبنا مناعة ضد الطاغية، كما يمكننا من الإفلات من قبضته الجهنمية، ويقضي على الانقلابات العسكرية التي أصبحت من سمات المجتمعات المتخلفة وحدها.
وهذا الحل هو التطبيق الدقيق للديمقراطية. بحيث تتحول قيمها إلى سلوك يومي يمارسه المواطن على نحو طبيعي وبغير افتعال

قراءة نقدية للكتاب:

يخدعنا عنوان كتاب الطاغية قليلاً، كان يجب أن يكون الطغيان، لا الطاغية، لأنه بالفعل يتحدث عن الطغيان ابتداءً والطغاة ليسوا في الكتاب سوى أمثلة، بعكس لو كان الكتاب عن الطاغية، عندها لوجب أن يتناول الطاغية من الناحية النفسية أو كيفية نشوئه أو أي شكل من أشكال الدراسات التي تنصرف إلى تكون الشخصية ونموها النفسي والاجتماعي والسياسي في هذه الحالة.

بعيداً عن هذا يأخذنا الدكتور إمام عبدالفتاح عبر فصول الكتاب التسعة في اتجاه آخر، يبدأ بفصل في ضرورة السلطة، قبل أن يتناول تأليه الحاكم في الشرق القديم، ومن ثم يخصص فصل لما أسماه عائلة الطغيان، ويقصد بذلك المفاهيم المشابهة والتي تؤدي المعنى ذاته مثل الطغيان، الاستبداد، الدكتاتورية، الشمولية، السلطة المطلقة، الأوتوقراطية، والمستبد المستني، وغيرها من المفاهيم والصطلحات.

آراء القراء في كتاب الطاغية:

اختتم المؤلف امام عبد الفتاح بـ فصلين أحدهما يخصصه لتجربة أوروبا وفكر فلاسفتها في الانعتاق من الطغيان من خلال الديموقراطية، والآخر لمحاولة تفسير الطغيان الشرقي من خلال نظريتي فيتفوجل التي ترتكز على نشوء الأنظمة المستبدة والقمعية بسبب أن المجتمعات كانت زراعية على ضفاف أنهار، وهذا يعني أنها تحتاج إلى دولة قوية تنظم الري، وتنشأ السدود التي تحفظ البلاد من الفيضانات.