يوجد العديد من الكتب القديمة، والتي حتى وإن مرّ عليها آلاف السنوات، فإنها تبقى مرجعاً مهماً للعديد من الباحثين والقارئين، فيلجئون إليها كلما احتاج الأمر، تماماً مثل الكتاب الذي يُعرف باسم ” الروح” لـ ابن القيم، وسنقدمه إليكم في هذا المقال.

كتاب الروح لـ ابن القيم:

اسمه بالكامل الروح في الكلام على أرواح الأموات والأحياء بالدلائل، ولكن اختصاره ” كتاب الروح”، وهو لابن قيم الجوزية، ويجد منه ما يقارب 1600 نسخة بالعالم.

يعد الكتاب من أكثر الكتب فائدة، ويتضمن إجابات عن العديد من مسائل أحوال البرزخ، وعن عذاب القبر، ومستقر الروح بعد الموت، وكذلك فيه الكثير من الإجابات عن حقيقة النفس، وقد أفاض ابن القيم في الإجابة عن هذه المسائل، قدم كل ما هو مفيد حولها.

وأثنى العديد من المؤلفين والنقاد كتاب ” الروح” فقد قال فيه السفاريني : وكتابه هذا من أجّل ما رأينا في هذا الفن، بل هو أجلها وأعظمها، ولا ينبغي لمن له رغبة في العلوم أن يجهله ولا شيئا منه، فعليك به فإنه مفيد جدا.

وتم طباعة كتاب الروح العديد من الطبعات الحديثة والقديمة، وكانت أجود طبعة لـ دار عالم الفوائد، ثم دار عطاءات العلم، وحققه محمد أجمل الإصلاحي.

و سبب تأليف كتاب الروح، تحدث الكتاب في كتابه، أن فيه جواب عن استفتاء للعديد من المسائل والمقصود في ذلك هو جواب السائل.

المؤلف كتاب الروح للإمام ابن قيم الجوزية – والمؤلف لـ 712 كتب أخرى

اسمه بالكامل أبو عبدالله شمس الدين محمد بن أبي بكر بن سعد الزرعي، وعُرّف باسم ” ابن قيّم الجوزية” أو ابن القيم، وهو فقيه ومفسر وعالم مسلم ومحدّث ومجتهد، وكذلك هو من أبرز أئمة المذهب الحنبلي.

نشأ ابن القيم حنبلي المذهب، وقد كان أبيه أبو بكر” قيمّا على المدرسة الجوزية الحنبلية، وعندما كبر واتصل بشيخه ابن تيمية، حصل التحول الأكبر في حياته العلمية، وأصبح لا يلتزم في فتاويه التي جاءت في المذهب الحنبلي إلا عن الاقتناع وبما يتوافق مع الدليل من الكتاب والسنة، ثم آراء الصحابة ولذلك أُعتبر من العلماء المجتهدين.

وقد سُجن ابن القيم مع ابن تيمية في شهر شعبان، وذلك بسبب إنكاره لـ شد الرحال لزيارة القبول، وتم إيذائه، وضربه بالدرة، وتم التشهير به على حمار، ثم أُفرج عنه في 20 ذو الحجة من عام 728، وكان ذلك بعد وفاة ابن تيمية بمدة.