نبذة عن كتاب “طبقات ود ضيف الله”:

يعتبر كتاب الطبقات المعروف بـ (طبقات ود ضيف الله) للشيخ محمد النور ود ضيف الله من أشهر الكتب السودانية، ويعد من أمهات كتب التراث السوداني، وهو بمثابة المرجع الأول لدارسي التصوف في السودان، كما يعد الكتاب أيضا من المصادر الأولية الهامة في تاريخ سلطنة الفونج (1505 – 1821م)، إذ وردت بين ثناياه العديد من الإشارات التي تبين حياة التصوف والسلوك الاجتماعي في الدولة ومكانة الأولياء والمتصوفة في الحياة.

محتوى الكتاب:

يتناول الكتاب فترة من أخصب فترات التاريخ بالسودان، منذ أن وضعت الأسس المبكرة الأولى للإسلام ونفوذه الدعوى والثقافي في البلاد.
ويترجم الكتاب للمتصوفة والعلماء وقراء القرآن والبعض من الشعراء والأدباء، الذين تراوح عددهم عند البعض من المحققين ما بين (270) عالماً ،مثلما يقول البروفيسور يوسف فضل حسن وما بين (259) عند(ماكمايكل)، إضافة إلى ما تضمنه من الإشارات إلي السلاطين والوزراء والولاة بالولايات المختلفة والإفادات القيمة عن النظم الإدارية والاجتماعية والسياسية والدينية، إلى جانب العادات والتقاليد والأعراف بين طوائف المجتمع السناري.

السيرة الذاتية لمؤلف كتاب “طبقات ود ضيف الله”:

ولد الشيخ محمد النور بن ضيف الله بمدينة حلفاية الملوك بالسودان عام 1727م وتوفي في العام 1224 هـ/ /1810م، وينتمي صاحب كتاب (الطبقات) إلي أسرة “الضيفلاب”، سلالة الجد الأكبر له “ضيف الله”، والذين ترجع قرابتهم إلي عشيرة ” الفاضلاب ” وهم بطن من بطون قبيلة الجعليين.

يذكر أن والده “ضيف الله” كان فقيهاً ورعاً ومتصوفاً له إسهاماته العلمية في تلك الحقبة، فقد فرغ وقتها من وضع حاشية لكتاب (مختصر خليل)، وسلك طريق القوم علي النهج القادري الشاذلي وهو في هذا المنحى شأنه شأن الفقيه الداعية ” الشيخ خوجلي عبد الرحمن ” من حيث المسلك والانتماء الصوفي.

إلى جانب ذلك كان ملماً بمسائل الفقه والتصوف ومعلماً لهما، كما له باع كبير في شؤون الإفتاء وقد تولى القضاء فترة من الزمن، والغالب أن “محمد النور” صاحب كتاب (الطبقات) قد سار على نهج والده ومشربه الصوفي؛ فقد عرف كوالده قاضياً وفقيهاً ومتصوفاً، له أحكامه المشهورة في العديد من المعضلات والنزاعات بين مختلف الأطراف آنذاك في مسائل الميراث والتوريث والأطيان، وقد شرح فيما يقال مؤلفاً لابن عطاء الله السكندري صاحب الحِكَم الذائعة الصيت، وربما كان ذلك هو كتاب (لطائف المنن).

 الكتاب من هنا