نبذة عن رواية “لست لي لست لك”:

إحدى روايات الكاتبة فاطمة الحربي صدرت عن دار “كلمات” للنشر والتوزيع‎، وقد قررت الكاتبة استعارة عنوان الرواية من الشاعر الراحل محمود درويش؛ فمع كل فصل تقطعه من مشوار بطل الحكاية تنكشف لك علة أخرى لهذا الاختيار، وتقتنع بأن البطل لم يكن لنفسه، منذ أن وُلد عراقيا.

كثيرة هي عناصر الإبهار في الرواية، وأهمها هو ثراؤها بالدقة والتفاصيل، التي أجزم بأن الكاتبة نقّعت الصفحات بها سنينا قبل أن تعتق عنها لوجه القاريء، ستدين لتلك التفاصيل الدقيقة عندما تمسك نفسك متلبسًا وقدميك محشورين في حذاء البطل تجوب به الأماكن والأزمنة.

رغم أنه العمل الأول الذي تقدم الكاتبة على نشره، إلا أنه يكشف نضجا كبيرًا على مستوى اللغة والخبرة الحياتية، الثراء المعرفي الطاغي في أغلب الفصول يشعر القاريء بالامتنان، وكذلك اللهجة العراقية المنسكبة من مغرفة طباخ ماهر، تضيف للحوارات لذة فوق لذة.

تعليق النقاد والمهتمين على رواية “لست لي لست لك”:

ترتيب الأحداث في الرواية يشي باحترام الكاتبة لذكاء قارئها وذلك بإضافة نوع من الإرباك، ما يستلزم تركيزا إضافيا لإعادة ترتيبها بالتسلسل المنطقي، والمدهش في هذه الحبكة هو تمكن الكاتبة من ربط الرقع جميعها في نسيج واحد لا يشكو من أي فتق.

تمسكت الكاتبة بلغة أنيقة تميل إلى الشعرية والأدبية غالبًا، وفي بعض المواضع كانت اللغة تفقد دهشتها لشدة انهماك الكاتبة في سرد الأحداث والتفاصيل التي في بعض الأحيان كانت تثقل على النص ويمكن الاستغناء عنها.

آراء القراء على رواية “لست لي لست لك”:

لا يخفى على القاريء براعة الكاتبة في تقمص دور الرجل، رغم التكلف الذي بدا ملحوظا في الفقرة الأخيرة من الصفحة 192، والذي لم يكن محببا برأيي كامرأة، في المقابل لم تتح الكاتبة  للقاريء فرصة يلمس فيها ملامح هند مباشرة، فتلك الصورة الملائكية لـ هند هو كل ما أتاحه للقاريء هذيان البطل المفجوع.
لم يكن من الصعب على القارئ الفطن أن يتكهن بحل اللغز الذي ختمت به الرواية؛ فكانت المفاجأة الحقيقة في ترك العقدة الرئيسية من غير الحل الذي ظل القاريء وراءه لاهثا حتى النهاية.

اقتباس من الرواية:
من انتفاضةِ قلبٍ مثقوب بحبٍ وثورة،
من خطيئتِنا نحن الوأد،
من صراعنا الطائفي البارد،
وتصدّعٍ خلّفتهُ جذورُ معتقداتٍ اغتصبت عمقَ العقول،
حيثُ الظلامُ وصراع الحبّ..
وحيث أنا،، أتأرجحُ لكلّ شيءٍ عداي!

التحميل من هنا