تعد الروايات من أكثر أنواع الأدب العربي إقبالاً على القراءة، ففيها متعة لامتناهية، خاصة إن كانت قصتها جذابة وشيقة، مثل رواية غادرتك فلا تذبلي، للكاتب المغربي هشام فريد، وفي هذا المقال سنتناول الحديث عن هذه الرواية بالتفصيل.

مراجعة رواية غادرتك فلا تذبلي لـ هشام فريد

تعتمد الرواية على أبعاد ذهنية متشابكة تمكن القارئ من استكشاف العلاقات العمودية للخطاب التراسلي مع العلاقات الأفقية الذي يدور حوله الحكاية بالإضافة إلى السرد في جل الرواية وكافة فصولها.

تتكون الرواية من ستة فصول، تشير  إلى سمة النفي الداخلي ويظهر الفجوة العميقة بين الكاتب وتجليات محيطه الأسري، وحول الصدمات التي تعرض لها من حرمان وفقد ومرض ثم رحيل.

وتدور أحداث قصة الرواية حول البطل، اسمه نادر وهو وحيد وليس حوله أحد، ويبدأ ذلك من اللحظة السردية للتراجيديا حول وفاة والده في أصعب لحظات مخاض والدته وذلك نتيجة لحادث السيارة، وحينها يموت الأب وأمه تدخل في غيبوبة وتبعدها العناية المركزة عن مولودها لعدة أشهر.

ثم تمر السنون حتى يغادر نادر بلده الأم ويسافر إلى فرنسا من أجل الدراسة، ولكنه عندما يعود يجد نفسه يعيش وسط دوامة تحديات وتناقضات عديدة.

مقدمة رواية غادرتك فلا تذبلي

يضع المؤلف مقدمة للرواية جذابة وملفتة، فيقول فيها عندما يفكر في قضية حياته التي لا يعرف أينما تمضي، يجد نفسه في عالم مبني وموجه بالعدم، لا يجد اتجاه يصبو إليه ولا حتى هدف يحاول تحقيقه، وتائه لا يملك ما يعالج به داخله ولا يعرف كيف يرممها.

ويصف نفسه كله فراغ محض، وكأن وجوده على الأرض مجرد خطيئة أو عبء يظهر أمامه كلما حاول أن يرنو إلى خرابه ودماره النفسي والجسدي، فيجد كلماته هي الإعراض والصبر كلمتين ثقيلتين وضعتا بكميات كبيرة، ليخفف بهما كربه، ويطفئ بهما النيران.

نبذة عن راوية غادرتك فلا تذبلي

الرواية هي من تأليف الكاتب المغربي هشام فريد، وتتكون من 6 فصول في 328 صفحة، وهي من طباعة الدار العربية للعلوم ناشرون.

صدرت طبعتها الأولى عام 2016 في لبنان، وأهداها إلى ” خلجة الإحساس” والدته كما وصفها في المقدمة، وإلى والده عمود الدار.

وقد افتتح الرواية بعبارة لـ ونستون تشرشل، يقول فيها: إذا كنت تسير عبر الجحيم، فامض قدماً ولا تتوقف.”