كلمات من رواية “أنتيخريستوس”:

إن لديك عادة بشرية سخيفة، تحب أن تقرأ تلك السطور القليلة خلف كل رواية، ثم تقرر لو كنت ستأخذها معك أو تتركها على الرف، أنا لا تهمني رغباتك البشرية هذه ولا يهمني لو أخذت الرواية أو تركتها، لكن طالما أنت هنا فمن واجبي أن أنقل لك رسالة هامة .. تذكر دائما أيها البشري، إن أنتيخريستوس ليس هو ربك مهما رأيته يميت أناساً ثم يحييهم، حتى وإن رأيته يشير إلى السماء فتمطر ويشير إلى الأرض فتنبت، تذكر دائماً إن أنتيخريستوس ليس هو ربك.

لقد أصبحنا وحدنا أخيرا أنا وأنت .. ‏
أخيرا انفردت بك .. ‏
وصرت أملكك، وأملك عينيك، في كل مرة تنظر فيها إلى كلماتي وتقرأ فيها سطوري .. ‏
ستكون هذه هي آخر رواية ستقرأها لي في حياتك، فأنا على شفا حفرة من الموت .. ‏
ولم يتبق لي في هذه الحياة إلا سويعات لا أدري عددها، لكنني أعرف أنها قليلة، وبرغم ذلك فهي كافية لأسقيك بما أريد أن أسقيك إياه من ‏الحديث.‏
قبل أن أبدأ أقول لك، يجب أن تقرأ هذا الكتاب وتحرقه، فسيحاولون التخلص منه ومن كل من قرأه كما فعلوا مع كل الكتب التي شابهته.

قراءة نقدية في رواية “أنتيخريستوس”:

يكفي هذا، فقد احتملت هذا الكتاب السخيف كما لم أحتمل كتابا من قبل، ربما لأن بعض القصص كانت جيدة وليست جيدة لأنها أحتوت على خيال وإبداع من الكاتب لكن جودتها تكمن في أصلها الحقيقي، عندما تجيد حبكة وقائع حقيقية ومزجها بالخرافات بل الكثير منها وتضيف عليها صبغة إسلامية فأعلم أنك تقرأ كتاب ليس من السهل الحكم عليه وسيجد في عقول الكثيرين مكان، ولو جاز لي التعبير فهذا الكتاب مطبوخ بطريقة رائعة من كاتب يعرف جيدا من أين تؤكل الكتف، فهو على دراية بميول القارىء العربي وحبه في الإطلاع على مثل هذه القصص ومخبوءات التاريخ، ولم يكن هناك ما يمنع من أن يستخدم أسلوب الإقناع بالإيحاء كما فعل في مقدمة الكتاب بأن كل الشخصيات المذكورة في الرواية حقيقية بإنسها وجنها وشياطينها وجميع الأحداث المحكية حقيقية ومبنية على وقائع حقيقية مثبته
ما هي الحاجة لكتابة مثل هذه السطور ؟؟

أما عن حشو القصص بالتفاصيل فيعلم الله وحده من أي مكان أتى بها، فمثلا قصة هاروت وماروت كلها تفاصيل في غاية الدقة من أين جاءت ؟؟ رغم أن متن القصة صحيح ولكنها عجيبة في تفاصيلها، فهذه القصة تحديدا لم يذكرها الله في كتابه إلا في أربع سطور فقط فمن أين جاءت التفاصيل المنسوبة لملكين كريمين ؟!!
وكل ما نسب للملكين لم يكن إلا أساطير وخرافات وإسرائيليات لم يحدث عنها الله ولا النبي صل الله عليه وسلم، وقياسا على هذا كانت معظم قصص الكتاب
حقائق مغلفة بالخرافات ووقائع مليئة بالتفاصيل، لا تعلم من أين جاءت ولا لمن تنسب وما مدى صحة النقل فيها.