نبذة عن مؤلف كتاب “أفكار شيطانية”:

أذكُر حين عرفت أن هناك شخص اسمه “محمد عبد العليم” ويعيش بيننا، وقد كان مجهولًا للكثيرين، أذكر ذلك اليوم جيداً، كنت وبعض الأصدقاء نقوم بإعداد العدد التاسع من سلسلة روايات إلكترونية، وكُنّا نبحث عن أعمال تستحق الإنضمام لذلك العدد حينها، فـ تلقيت رسالة على الإيميل الخاص باستقبال الأعمال، وكانت من شخص يريد أن ينشر عمل له في السلسلة، وكان اسم العمل “داي نيبون”، وكان من المفترض أن يتم قراءة العمل من قِبل لجنة مُنتخبة، لكن لم يستطع أحد قراءته؛ لأنه لم يكن مُجرّد قصة قصيرة، فقد كان رواية كاملة.

محطات من حياة كاتب “أفكار شيطانية”:

أرسِل له بقصة ليقرأها، فيقرأها، يرسل لي رواية لأقرأها فـ أفعل.. هكذا تعرفت على، أولى صفات (محمد عبد العليم)، التي يمتاز بها، الصدق، هو يقول الصدق دائماً ولا تحتاج للتأكيد عليه ليفعل، وهذا ما كنت أحتاجه بالفعل.. صديقاً، صادقاً فكان هو.

لا أدري، كيف تطورت العلاقة بيننا؛ ليصبح أحد أعز أصدقائي الحقيقيين، وربما هي أحد صفاته أيضاً.. أن تصبح صديقه، بمنتهى السرعة..

***
لن أطيل، في ذِكر صفاته؛ لأن شهادتي مجروحة، بحكم الصداقة بيننا، ولكن، سأنتقل للحديث، عن صفاته الأدبية، أكثر ما يُميّز أدبيات “عبد العليم”، أنه باحث جيد يبحث عمّا يريد الكتابة عنه، ويُكوّن قاعدة معلومات واسعة، عمّا يريده في النهاية، وبعد الحصول على كل ما يلزم، وكَكُل حِرفي يجيد عمله، يبدأ الكتابة وهذا يُذكرني بمثل شعبي مشهور “ضبط العمل أهم من العمل ذاته”، يبدو أنه يعمل بهذا المثل فعلاً!.

أمّا لغته السهلة، فهي أول ما يلفت نظرك، وتستشعر به، له أسلوب لا يحمل التعالي، والتحذلق، الذي أصبح يصيب كتابات الكثيرين حالياً، لا يحاول أن يخبرك أنه يعرف كلمة كذا، وكذا، وكذا، لا يحاول إقحام عبارات منمّقه، وتشبيهات لا علاقة لها بالأحداث مطلقاً، وهذه ميزة نفتقدها حالياً بالفعل؛ لأن أدب الرعب في رأيي، وبقية آداب الواقع الإفتراضي تهدف لإصابة الهدف، ومحمد عبد العليم يفعل ذلك ببراعة شديدة، فهو يهدف لإمتاع القارئ وتشويقه، وربما جعله يرتجف في مقعده، بالطبع لا يخلو هدف الإمتاع من تقديم المعلومة، وهذا ينقلنا للنقطة القادمة.

كاتبنا لهذا اليوم يهوى التوثيق بشدة في أعماله، وربما ظننت أنك أخطأت، وفتحت كتاب التاريخ وليس رواية، فالتوثيق نقطة نفتقدها بشدة في آداب الواقع الإفتراضي.

قراء الرواية وآرائهم حولها:

*كنت قد قرأت رواية “ليل” من فترة كبيرة، وأعجبت بها كثيرًا، لكن للأسف إسم المؤلف لم يعلق بذهني حينها، لكن حين زرت معرض الكتب لأشتري هذه رواية “أفكار شيطانية”،  أعجبت بها أيما إعجاب وأفكارها المبتكرة، وحين نظرت إلى إسم الكاتب، بدأت أتذكر إسم كاتب “ليل”، لذا أوجه حديثي هذا للكاتب وأشجعه على الاستمرار على هذا النهج.

الكتاب من هنا   لمناقشة الكتاب من هنا